إن الأخلاق هي الضابط الحقيقي لسلوكياتنا وتصرفاتنا على هذه البسيطة فالقوانين تعتبر أمرًا مستحدثًا مقارنةً بالأخلاق التي نشأت مع نشأة الأرض، ويعد التقدم التكنولوجي والتقني أحد أهم الاختبارات التي تحدد مدى التزامنا بالآداب العامة التي نشأنا عليها، فالعالم الافتراضي قادر على تجريد البعض من كل المعاني الإنسانية السامية التي لطاما اعتُبِرَت رادعًا لكل من تحدثه نفسه بسوء، بسبب انتشار الحاسب الآلي بشكل كبير واستخدامه من قبل كافة فئات المجتمع على اختلاف منابتها .
بما أن هذه التقنيات تصبح شديدة الخطورة في حال تم استخدمت بشكل خاطئ، فإن الوازع الأخلاقي الذي نتعامل به في حياتنا اليومية هو ذاته الوازع الذي يجب أن نتعامل به أثناء استخدامنا الحاسب الآلي، فاستخدام الحاسب الآلي تجربة ممتعة تتيح لك السفر عبر الزمن في حين أنك لا تبرح مكانك، ولجعل هذه التجربة ممتعة بشكل لا ينسى لك ولغيرك عليك التحلي بتلك الأخلاقيات التي صممت لحمايتك وحماية غيرك، وهناك العديد من آداب وأخلاقيات استخدام الحاسوب أهمها : –
- الحرص على استخدام الحاسوب لأغراض مفيدة، فالحفاظ على النية الحسنة طيلة استخدام الحاسوب هو سبيلنا للتحلي بالأخلاقيات اللازمة .
- عدم سرقة أفكار الآخرين أو برامجهم أو كتبهم ونسبها إليك، فسرقة حقوق الملكية الفكرية جرم يعاقب عليه القانون .
- اسع للحصول على البرامج بطرق مشروعة، والحرص على عدم استخدام أي برنامج دون دفع ثمنه .
- عدم اختراق أجهزة الآخرين للحصول على معلوماتهم، والعبث بملفاتهم ورسائلهم الخاصة .
- تجنب استخدام الحاسب الآلي لتزوير أوراق أو شهادات رسمية .
- تفادي الوقوع في شرك عمليات النصب والاحتيال الإلكتروني .
أما عن آداب وأخلاقيات استخدام الإنترنت كالتالي : –
- الحرص على التحلي بالأخلاق الحميدة، فالشبكة العنكبوتية ما هي إلا مجتمع حقيقي كالذي نعيشه في حياتنا اليومية، فلا يجب أن يكون مرتعًا يظهر أسوأ ما فينا، بل يجب أن يسعى المرء ليظهر ويقدم أفضل ما لديه، فالإنترنت مرآة تعكس طبيعة سلوكنا وشخصيتنا .
- تحلَ بالصبر والمسامحة اللتين تجعلانك تقابل السيئة بالحسنة خلال تعاملك ومحادثتك مع الآخرين .
- وجوب احترام خصوصية الغير وعدم التعدي عليها .
- محاولة الاستفادة من الإنترنت من خلال طرح الأفكار الجيدة، فهناك دومًا أشخاص آخرون يقرؤون ما تكتبه من آراء وأفكار، مما يدعوك إلى عدم السخرية والاستهزاء بآراء وأفكار الآخرين فكما يوجد من يتقبل أفكارك فعليك أيضًا تقبل الآخرين وأفكارهم، من خلال مناقشتهم بكل أدب دون اعتماد أسلوب الإساءة والتجريح في الحوار .
- محاولة طرح ما تملكه من علم وأفكار وبرامج وإتاحة كل ما تستطيع أن تقدمه لمساعدة الآخرين، لتكون منارة يهتدي إليها كل من يحتاج إلى العون .
في النهاية يجب التنويه إلى أن الشخص يجب أن يكون ذاته أينما ذهب فلا يملك تلك الازدواجية التي تجعله يعامل الناس بأكثر من وجه، ولا بدّ أن نعي إلى فكرة أن كل إناء بما فيه ينضح .
نعلم أن وقتك ثمين والتعليق قد يستغرق بعضًا من وقتك، كاتب المقال كرس من وقته وجهده أيضاً كي يصنع هذا المحتوى. كلمة طيبة أو نقد بناء يحفزنا على مضاعفة الجهد والاستمرار في التطوير.